الزراعة والصناعات الغذائية

الزراعة والصناعات الغذائية

الزراعة والصناعات الغذائية:

تمثل الزراعة أحد الأعمدة الرئيسية في الاقتصاد العالمي، حيث تشكل الأساس لصناعات غذائية متطورة ومتنوعة. إن الزراعة ليست فقط عملية زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات، بل هي جزء حيوي من سلسلة معقدة تشمل الإنتاج والتصنيع والتوزيع والاستهلاك. توفر المنتجات الزراعية المواد الخام الأساسية للصناعات الغذائية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من تأمين الغذاء للسكان على مستوى العالم. من خلال التقدم التكنولوجي والابتكار في الممارسات الزراعية، أصبحت هذه الصناعة قادرة على تلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة بسرعة وجودة أعلى. إن الفهم العميق للعلاقة بين الزراعة والصناعات الغذائية هو المفتاح لضمان أمن غذائي مستدام وفعّال للأجيال القادمة.

أهمية الزراعة في الصناعات الغذائية:

إن للزراعة دور هام في جميع الصناعات الغذائية، فإنتاج الغذاء بشكل عام يعتمد كليًا على المنتجات الزراعية، فلا يوجد منتج غذائي يخطر على بال أي شخص لا يحتوي بمكوناته على أحد المنتجات الزراعية سواء المصنعة والمخزنة أو الطازجة مثل الخضار أو الفواكة أو اللحوم والألبان والبيض والحبوب والزيوت المختلفة وحتى البهارات والمطيبات بأنواعها، فكل ما تم ذكره هو عبارة عن منتجات زراعية.


دور التقدم التكنولوجي في الزراعة والصناعات الغذائية :

لقد تطورت الصناعات الغذائية في الفترات الأخيرة بشكل كبير يصعب حصره، وقد يتم التعامل مع منتج زراعي واحد أو أكثر لإنتاج الكثير من أنواع الأطعمة سواء كانت باردة أو ساخنة أو سائلة وغيرها من أصناف الطعام والشراب المعروفة من بلد إلى آخر. هذا الشيء جعل الحاجة ملحة للاستجابة لأذواق المستهلكين ورغباتهم المختلفة والمتزايدة. لم يعد نجاح الصناعات الغذائية محصورًا في توفر المنتجات الزراعية وحسب، بل أصبح يعتمد على مواصفات معينة لهذه المنتجات. وقد ساهم التطور التكنولوجي السريع في هذا المجال بتصنيع الفائض من المنتجات الزراعية في الموسم الجيد لضمان عدم تقلب أسعار المنتجات الزراعية من موسم جيد إلى موسم آخر سيء، حيث تختلف المواسم من حيث الكمية والجودة بسبب قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة مثلاً، وغيرها من العوامل الأخرى التي تؤثر على المحاصيل الزراعية من أمراض وأوبئة. وقد ساعد التطور التكنولوجي أيضًا في هذا المجال من خلال حفظ الأغذية بصورتها العادية أو المصنعة لمواجهة احتياجات الناس في الظروف الطارئة مثل الفيضانات والزلازل والجفاف والحروب، حيث ساهم بالحفاظ على الأغذية من الفساد والتلف ومسببات التسمم. كما ساهم التطور التكنولوجي في مجال الصناعات الغذائية بالحد من مشكلة البطالة والتخفيف منها، وذلك بتوفير فرص عمل مختلفة في مصانع الأغذية والمطاعم. العمل في هذا المجال لا يقتصر على المزارع ومن يبيع منتجاته وحسب، بل يفتح العديد من المجالات الأخرى التي تسهم في زيادة النشاط الاقتصادي من خلال العمل الصناعي والتجاري والنقل والخدمات اللوجستية وكل ما يرتبط بها من أعمال ونشاطات أخرى. كل ما تم ذكره يبدأ من الزراعة ويعتمد عليها بشكل كبير مما أدى إلى زيادة التطور العلمي التكنولوجي اللازم للقيام بالأعمال الزراعية بسهولة وسرعة كافية تسهم في زيادة الإنتاج الزراعي بمواصفات وجودة عالية.

عوامل أسهمت في تطور الصناعات الغذائية:

ومن العوامل التي ساهمت في تطور قطاع الصناعات الغذائية هو أن معظم المواد الزراعية اللازمة للتصنيع يتم إنتاجها في المزارع المحلية القريبة من المصانع والأسواق. ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في هذا التطور اتساع حجم الطلب على هذه المنتجات مما جعل الحاجة ملحة لتوسع الأسواق ونوافذ البيع وتوسع قدرتها الاستيعابية لحجم المنتجات المختلفة مع إمكانية تصدير الفائض منها والتبادل التجاري بين البلدان. كما ساهم أيضًا توفر الأيدي العاملة من خلال تدريبها وزيادة خبرتها في تطور هذا القطاع ودعمه بالشكل المناسب للحفاظ عليه وبقاءه.