زراعة الجزر(Carrot)
زراعة الجزر
الجزر هو نوع من الخضروات الشتوية التي تنتمي إلى فصيلة النباتات الخيمية، والتي تحمل هذا الاسم بسبب شكل النورات الزهرية التي تشبه الخيمة أو المظلة،ويتمتع الجزر بشعبية كبيرة في عالم الزراعة، وذلك بفضل قدرته على النمو في مجموعة متنوعة من الظروف البيئية.
يتميز الجزر بقيمته الغذائية العالية، حيث يحتوي على نسبة كبيرة من السكر، بالإضافة إلى غناه بمادة الكاروتين، التي تعتبر مصدراً لفيتامين A. كما يحتوي الجزر على الفسفور، والحديد، والكالسيوم، والتي تعتبر عناصر ضرورية لتعزيز صحة الجسم والعيون.
يتم زراعة الجزر للاستفادة من ثماره، التي هي في الأصل الجذور اللحمية التي تخزن المواد الغذائية. تتميز هذه الثمار بشكلها الطويل والمخروطي، وألوانها التي تتراوح بين البرتقالي الفاتح والبرتقالي الغامق. تتميز الثمار بقوامها الصلب والمقرمش عندما تكون طازجة، وهي ذات طعم حلو. يمكن تناول جذور الجزر طازجة أو مطبوخة، أو يمكن عصرها للحصول على عصير.
هناك العديد من الأصناف في نبات الجزر من أهمها الاصناف (نانتس، ونايا، وسيناتور، ونيغوفيا)،
وكل صنف له خصائصه الفريدة التي تجعله مناسبًا لظروف أو استخدامات معينة،حيث يمكن اختيار الصنف المراد زراعته بناء على عديد من العوامل بما في ذلك الظروف البيئية ،ومقاومه الامراض، والمتطلبات الغذائية،المواصفات المرغوبه للثمار.
زراعة الجزر(المناخ والتربة المناسبة ومواعيد الزراعة):
بالنسبة للمناخ المناسب لزراعة الجزر، الذي يعتبر محصولًا جذريًا، يتأثر بشكل كبير بالظروف البيئية، بما في ذلك الحرارة. يفضل الجزر الأجواء المعتدلة التي تميل إلى البرودة. النمو الخضري والنمو الجذري للجزر مترابطان و متفاعلان. النمو الخضري يشمل تطور الأوراق والساق، بينما النمو الجذري يشمل تطور الجذور.
درجة الحرارة المثلى لنمو أوراق الجزر هي 29 درجة مئوية، و لنمو الجذور 20 درجة مئويه، وهذا يعني ان الجزر في الاطوار الاولى للنمو يحتاج الى درجه حراره مرتفعه من أجل تكوين مجموع خضري جيد، والى درجة حرارة منخفضة في أطوار النمو المتأخرة لتكوين الجذور. أما ارتفاع درجات الحرارة يؤدي الى تكوين جذور غليظة، وقصيرة وباهتة اللون.
اما انخفاض درجات الحرارة عن 15 درجة مئوية يؤدي الى ابطاء نمو الأوراق، وقله تكونها، و استطالة الجذور، وجعلها باهتة اللون
أما فيما يتعلق بالتربة المناسبة لزراعة الجزر، فبما أن الجزر محصول جذري فإنه يلائمه التربة الخفيفة المفككة الغنية بالعناصر الغذائية، ذات درجة حموضة(ph) من 6.5-8.5.ولا ينصح بزراعة الجزر في الأراضي الثقيلة،والأراضي الرملية الخشنة،والأراضي التي تكثر بها الحجارة والمواد الصلبة،والاراضي ذات القشور السطحية الصلبة،ويجب تجنب الزراعة بجانب المستنقعات و الاراضي ذات الصرف السيئ.
أما عن المواعيد المناسبة للزراعة،فإن الجزر يزرع في مناطق المرتفعات من منتصف شهر( 8 اغسطس) حتى نهاية شهر( 9 سبتمبر)، ويزرع في المناطق الساحلية المنخفضة من بدايه شهر (11 نوفمبر) حتى بداية شهر( 12 ديسمبر).
زراعة الجزر(طرق الزراعة وكميات البذور وعمليات الخدمة بعد الزراعة):
تزرع بذور الجزر في احواض، أبعادها (1ِx1)م، أو(1x2)،او في اتلام بطريقتين، هما: النثر، او الزراعة في سطور، ويكون ذلك بعمل سطور داخل الحوض،يبعد كل منها عن الآخر(20)سم، وعمقها لا يزيد على سنتيمتر واحد، ثم تغطي بطبقة رقيقة من التراب.ولا ينصح بتشتيل نباتات الجزر و زراعتها على جانبي الأتلام ؛لأنها تنتج جذور متفرعة غير منتظمة الشكل.
ويلزم لزراعة دونم واحد من الجزر الى حوالي( 2 - 5 ) كغم من البذور،ويعود سبب تفاوت الأوزان الى اختلاف أصناف الجزر المراد زراعته واختلاف طرق الزراعة من حيث الزراعة بخطوط أو بالنثر، الزراعة بالنثر تحتاج الى كمية اكبر من البذور.
أما عن الخدمة بعد الزراعة، فلابد لنجاح المحصول من القيام بالعمليات التالية:
الخف: تجرى عملية الخف للنباتات بعد حوالي شهر من الزراعة عند وصول طول اوراق النبات الى ما يقارب(5-6)سم،حيث يتم التقليل من النبات بازالة النباتات الضعيفة وإبقاء النباتات القوية التي تعطي اعلى محصول، وتترك مسافة 5 سم بين النباتات المزروعة.
العزق: وتجري عملية العزق كلما دعت الحاجة،وخاصة في المراحل الاولى للنمو، حتى لا تكثر الأعشاب الضارة السريعة النمو،والتي تنافس محصول الجزر على الماء والعناصر الغذائية الموجودة في التربة، فتضعف نمو ثمار الجزر،وتقلل من الإنتاج. ويجب أن يكون العزيق سطحيا.
الري: حيث يحتاج الجزر الى ري منتظم خلال مراحل نموه المختلفة للحصول على محصول جيد، اذ ان تعطيش النبات يكون جذورا رفيعة وطويلة، أما الزيادة في الري فتزيد من نمو المجموع الخضري، وتقلل النمو الجذري، وتخفض نسبة السكر والكاروتين.
التسميد: يحتاج الجزر الى السماد البلدي المتخمر بمعدل طنين للدونم،ويخلط بالتربة قبل الزراعة عند تجهيز الأرض ،ويحتاج الى اسمده كيميائيه بمعدل(7-12) كغم من النيتروجين،و(3-4) كغم من الفسفور،و(1-4)كغم من البوتاسيوم للدونم الواحد.
العناصر الكيميائية( NPK ) لها تأثير كبير في نبات الجزر ،ولابد من استخدامها بحرص ودرايه ،بشكل عام يجب أن يكون محتوى هذه العناصر الكيميائية في التربة كافيا دون زياده او نقصان، حيث يؤدي النقص الشديد في نسب العناصر إلى إعاقة نمو النباتات، وانخفاض إنتاجيتها، في حين تؤدي الزيادة المرتفعة جدا لعنصر واحد أو أكثر الى اضطراب نمو النباتات، ويؤدي ذلك الى حدوث تاثيرات عكسيه على كميه المحصول و جودته.
أمراض وآفات الجزر( الأعراض وطرق المكافحة):
1-مرض البياض الدقيقي في الجزر:
مسبب المرض الفطر(Erysiphe daucus)،حيث تظهر اعراض المرض على شكل نموات صغيرة بيضاء مسطحة مبعثرة على الأوراق و أعناقها الغضة، وتكون مكسوة بمسحوق أبيض يشبه الطحين. تزداد النموات البيضاء في الجو الرطب المعتدل والمرتفع الحرارة وتنتشر على أسطح الأوراق، ويتحول النسيج المصاب الى لون رمادي داكن، ثم تصفر الاوراق وتجف، ثم تموت أنسجتها مما يضعف النباتات ويقلل من انتاج المحصول.
يكافح مرض البياض الدقيقي في الجزر برش النباتات بأحد المبيدات الفطرية الوقائية أو الجهازية المخصصة للوقاية من هذا المرض والقضاء عليه،ويكون ذلك مرة كل 10 ايام لغاية توقف المرض.
2- مرض تبقع أوراق الجزر:
مسبب المرض الفطر(Alternaria daucus)، وتظهر أعراض المرض على الأوراق بشكل بقع محددة يميل لونها الى البني الغامق وتكون ذات مظهر جلدي مسود،تتسع هذه البقع و تأخذ شكلا دائريا مع ظهور حلقات وسطية متداخلة بها، ذات مركز واحد وتحاط البقع بهالة صفراء من نسيج العائل،وعند اشتداد الاصابه تتحد البقع مع بعضها مما يسبب جفاف الأوراق، وضعف النبات وقلة الإنتاج، كما يتسبب التبقع عن الفطر (سيركوس بورا كاروتا) فتظهر أعراض الإصابة على أوراق الجزر في وقت متأخر من الزراعة بعد منتصف الموسم وعلى أجزاء النبات الموجودة فوق سطح الأرض، ويبدأ ظهور الاعراض على الاوراق السفلية ثم تنتشر على الأوراق العلوية، وتكون البقع عادة مستديرة صغيرة،ذات لون أصفر في البداية، يتحول الى البني الداكن أو الرمادي.
يكافح التوقع بزراعة البذور السليمة المعاملة بالمطهرات الفطرية لكونه ينتقل عن طريق البذور، كما وينصح بالتخلص من بقايا المحصول، ولابد من العناية بالتسميد وتنظيم كميات وفترات الري، وكذلك رش النباتات المصابة بالمبيدات الفطرية اللازمة للقضاء على هذا المرض.
3-مرض العفن القطني الأبيض في الجزر:
مسبب المرض فطر(Sclerotinia sclerotiorum)،وهو واسع الانتشار خاصة عند زيادة الرطوبة في التربة،المتوافقة مع ارتفاع الرطوبة النسبية في الجو ومع توفر درجات الحرارة المنخفضة والمعتدلة. يصيب العفن جميع نبات يصيب العفن جميع نباتات خضار العائلة الخيمة ومنها الجزر في الحقل وأثناء التخزين، ويسمى بالعفن الأبيض، أو بمرض الهريان الطري، وينتقل المرض بواسطة المعدات الزراعية، ونقل التربة الموبوئة، ومياه الري والاشتال المصابة.
يصيب المرض النباتات في منطقة الساق القريبة من سطح التربة، وفي مختلف مراحل النمو، كما تصاب الجذور اثناء التخزين ويظهر نسيج النبات المصاب طريا ذو لون أخضر باهت ينمو عليه خيوط الفطر الكثيفة ذات اللون الأبيض القطني، يتكون منها أجسام حجرية سوداء مختلفة الشكل والحجم تظهر في منطقه الاصابه او داخل الساق، وتسقط في التربة لتشكل مصدر العدوى وغالبا تتواجد مع بقايا المحصول.
يكافح العفن القطني بجمع بقايا النباتات وحرقها، وتعقيم التربة قبل الزراعة باستخدام الطاقة الشمسية، أو برش النباتات بالمبيدات الفطرية المخصصة للوقاية من هذا المرض او القضاء عليه.
4-مرض موت البادرات في الجزر:
مسبب هذا المرض عدد من الفطريات التي تعيش في التربه أهمها:(Fusarium,Pythium,Rhizoctonia,Phytophthora)،وتظهر علامات سقوط البادرات وموتها قبل الانتباه وبعده في الأسابيع الاولى من عمر النبات وخاصة عند زيادة الرطوبة في التربة. تصاب البادرات قبل ظهورها فوق سطح التربة ويصبح لونها بنيا، وتضمر وتموت، كذلك تصاب الاشكال الصغيره بعد ظهورها فوق سطح التربة ويظهر على مناطق الساق السفلى بقع مائيه لينة تتلون باللون البني وتضمر ويصبح قطرها أقل من قطر منطقة الساق السليمة التي تعلو سطح التربة ويظهر عليها اختناق يتسبب في ميلان وسقوط الشتله على الارض ثم تجف وتموت، لان الساق لا يقوى على حمل الشتلة.
يكافح مرض سقوط وموت البادرات بتعقيم التربة قبل الزراعة، وزراعة بذور النباتات المعاملة بالمطهرات الفطرية، والاعتدال في الري في الأسابيع الأولى من الزراعة وتجنب زيادة الرطوبة في التربة ورش النباتات وسبقي الاشتال بالمبيدات الفطرية المخصصة لمقاومة هذا المرض والوقاية.
5-مرض عفن جذور الجزر:
مسبب المرض فطر(Rhizoctonia solani)الذي يعيش في التربة، ويصيب الجذور اعناق الاوراق القريبة من سطح التربة، حيث يظهر عليها بقع بنيه الى رمادية اللون، غائرة في النسيج لها حواف محددة. تصاب به الجذور ومنطقه الساق الملامسة للتربة، ويظهر عليها غالبا عفن جاف. تكون الأنسجة المتعفنة مائية المظهر، لزجة، بنية اللون في بداية الإصابة ثم يتغير لونها إلى الأسود وتتعفن وتجف وتتحلل، وقد يظهر على الاجزاء المصابة تشققات سطحية غامقة اللون مسودة، تضعف النباتات المصابة ويصغر حجم الجذور و تصفر اوراقها ثم تموت خلال الموسم، يصيب المرض النباتات الصغيرة يسبب موتها.
يكافح مرض العفن المتسبب عن الريزوكتونيا،باتباع الطرق التي سبق ذكرها وشرحها في مكافحة مرض موت البادرات في الجزر.
6-مرض نيماتودا تعقد جذور الجزر:
مسبب المرض انواع من نيماتودا(Meloidogyne javanica)وكذلك(M.incognita)، حيث تصيب النيماتودا معظم محاصيل الخضار وتظهر الإصابة على النبات في جميع مراحل نموها وتنتشر الإصابة في الرطوبة العالية والحرارة المعتدله، حيث تعيش اليرقات الخيطية الشكل في الطبقة السطحية للتربة وتتحرك بواسطة الماء في التربة الملوثة وتخترق الشعيرات الجذرية وتنمو داخل الأنسجة النباتية عند توفر الحرارة المثلى التي هي 30 درجة مئوية وتتميز الإناث الكمثرية الشكل عن الذكور الخيطية.
تظهر أعراض المرض على هيئة انتفاخات وعقد مختلفة الشكل والحجم، وجود الإصابة يحفز النبات على تكوين شعيرات جذرية جانبيه تتعرض للاصابه ويظهر عليها الانتفاخات مما يضعف النبات ويقل حجم الجزرة ،تكون النباتات المصابة ضعيفة مصفره الاوراق وعند اشتداد الإصابة قد يذبل النبات.
يكافح مرض تعقد الجذور من خلال تشميس التربة في أشهر الصيف، وتعقيم التربة باستخدام الطاقة الشمسية، ولابد ايضا من اضافة المبيدات النيماتودية الحبيبه قبل الزراعة،بالاضافة الى استعمال المبيدات الاخرى اللازمة للقضاء على النيماتودا، ويكون ذلك قبل الزراعة للوقاية من وقوع الإصابة.
7-مرض اصفرار وتلون أوراق الجزر:
يسبب هذا المرض أحد الكائنات الحية الممرضة للنبات ذات التركيب الخلوي البدائي المسماة Phytoplasma mycoplasma-like organism.
وتعرف أعراض هذا المرض حيث تظهر أوراق النباتات المصابة بلون بنفسجي محمر يمكن تمييزها عن الأوراق الخضراء السليمة ،كما و تظهر بعض النباتات المصابة متقزمة و قمتها النامية ضعيفة أوراقها متجمعة بشكل كتل ذات لون أخضر فاتح مصفر.
اما الجزرة فتكون ضعيفه متطاولة ينمو عليها شعيرات جذرية جانبيه كثيفه متفرعه والجزره المصابه صلبه غير سهلة الكسر وغير صالحة للاكل.
يكافح هذا المرض بقلع النباتات المصابة وحرقها بتعقيم التربة كيميائيا او باستخدام الطاقة الشمسية.
8-مرض العفن البكتيري الطري في الجزر:
انتشر المرض على الخضار المنتجة الجذور والدرنات وتصاب في الحقل وغالبا في المخزن نتيجة تعرضه للجروح والإصابة بالحشرات.
يتسبب العفن الطري عن بكتيريا( Erwinia carotovora pv.carotovora )، وهي بكتيريا صغيرة الحجم بدائية عصوية الشكل سالبة لصبغة جرام تعيش في التربة وفي الجذور المصابة.
تعرف اعراض المرض حيث تظهر الجذور المصابة طرية ذات نسيج لنسهل التفتت ذو رائحه كريهه وتكون النباتات المصابة ضعيفة ذات اوراق شاحبه صفراء قد تجف وتموت.
يكافح هذا المرض من خلال قلع النباتات المصابه وحرقها، والحرص على تجنب احداث الجروح والخدوش أثناء القلع والنقل والتخزين، ولابد من مكافحه الحشرات التي تسبب الجروح، ويجب أيضا تنظيم كميات وفترات الري في الحقل، وتخزين جذور الجزر جافه على درجة حرارة حوالي 5 درجة مئوية داخل مخازن نظيفة.
زراعة الجزر( النضج وجني المحصول):
تنضج جذور الجزر بعد(3-4) أشهر من الزراعة بعد وصول جذور الجزر الى الحجم المناسب للتسويق، ويقلع باليد باستعمال المرشوكي وهي أداة على شكل شوكة تستعمل لقلع الاشتال، او بالمحراث، ويجمع المحصول وينظف من التراب، ويفرز، وتستبعد منه الجذور المشوهة ،وال مجروحه، والمتشققه، والمتفرعة، والمصابه، ثم يدرج ويربط في حزم مع اوراقه، او يعبأ في صناديق مناسبة من دون أوراق، ثم يسوق.
ويقدر إنتاج الدونم الواحد من الجزر بنحو 2 طن تقريبا.